بقلم المهندس/ طارق بدراوى
إهناسيا مركز من أهم مراكز محافظة بني سويف وتقع علي بعد 150 كيلومترا جنوب القاهرة وقد أنشيء المركز بقرار من وزارة الداخلية بتاريخ 15 نوفمبر عام 1944م وكانت تسمى حينذاك إهناسيا المدينة وعدلت التسمية بالقرار الجمهورى رقم 1755 لسنة 1965م إلى إهناسيا ويقع مركز إهناسيا غرب مدينة بنى سويف بمسافه تبلغ 17 كيلو متر تقريبا بالقرب من حدود محافظة الفيوم وحدوده الجغرافية هي من الشرق مركز بنى سويف ومن الغرب محافظة الفيوم ومن الشمال مركز ناصر بمحافظة بني سويف ومن الجنوب مركز سمسطا بمحافظة بني سويف أيضا ويبلغ عدد سكان مركز إهناسيا 296 ألف نسمة موزعة كالآتى حضر حوالي 41 ألف نسمة وريف حوالي 255 ألف نسمة ويسميها العامة إهناسيا أم الكمان بكسر الكاف وتضم إهناسيا العديد من القرى التي تتبعها منها النويرة وشرهى والعواونة وكوم الرمل وسدمنت الجبل و بنى هاني ومعصرة نعسان والبدينى ومنهرو وقلها وميانة والطيور والبهسمون ومنشية طاهر وحمد علي وبراوة ومنشاة الحاج ومنشاة عبد الصمد وزكى فاضل وعزبة رمزى والمسيد الأبيض ومن الناحية التاريخية فقد عرفت قديما اهناسيا بإسم أهنيس ومنه إشتقت التسمية الحالية إهناسيا وإلى إهناسيا تنتمي أسرة الفرعون شيشنق مؤسس الأسرة الثانية والعشرين وتبلغ مساحة المنطقة الأثرية بها حوالى 390 فدان ……
مدخل مدينة إهناسيا
وقديما كانت إهناسيا هي عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين علي يد الملك مينا كما كانت عاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونيتين حيث ظهرت أسرة قوية فيها إستطاعت تأسيس الأسرتين التاسعة والعاشرة وبسطت نفوذها على أقاليم مصر الوسطى وعلى الدلتا لمدة تقارب قرنين من الزمان مابين عام 2242 ق.م وعام 2452 ق.م غير أن أسرة إهناسيا لم تنجح في إعادة الوحدة إلى البلاد وإذ نافستهم أسرة قوية ظهرت في مدينة طيبة الأقصر حاليا وإستطاع أمراؤها القضاء على الأسرة العاشرة في إهناسيا وإقامة أسرة جديدة هي الأسرة الحادية عشرة التي بها يبدأ عصر الدولة الوسطى لذلك فإن مدينة إهناسيا ذات شهرة كبيرة وذات طبيعة دينية في التاريخ الفرعوني القديم فكانت مقرا لإقامة المعابد خلال الأسر التاسعة والعاشرة وخلال عصري الدولة الحديثة والعصر اليوناني الروماني ولذلك يأتي إليها السياح لمشاهدة المعابد والآثار وكذلك ينسب إليها كثير من الأساطير الدينية القديمة ففيها تدخل الهواء ليفصل بين السماء والأرض في أسطورة خلق الدنيا وفيها توج الإله أوزويريس ملكا علي الدنيا وفيها هبطت ربة الفتك سخمت لتفتك بالبشرية العاصية في أسطورة خلاص البشر ومنها خرجت قصة الفلاح الفصيح التي تعتبر درة الأدب المصري القديم وقد إهتم بإهناسيا جميع ملوك الدولة الوسطي والحديثة لأنها تقع علي أول الطريق الموصل إلي ليبيا ……
مدخل جبانة سدمنت الجبل
ووبخصوص قصة الفلاح الفصيح التي خرجت من إهناسيا فتروي القصة أن قرويا يسمى خون إنبو خرج من بلدة تسمى غيط الملح وهي بلدة من نواحي الفيوم وترك زوجته ماريا وأولادها وترك لهم جانبا مما كان يدخره من الغلال وحمل حميره ببضاعة متواضعة من نطرون وأعشاب وجلود وأحجار كريمة إبتغاء أن يتاجر بها في مدينة إهناسيا عاصمة الملك في عهده ومر في طريقه على قرية تسمى برفيفي كان يتولى أمرها موظف فاسد يدعى تحوتي نخت أو نمتي نخت نيابة عن موظف آخر كبير كان يرأس نظارة الخاصة الملكية ويدعى رنسي بن مرو وطمع نمتي نخت في تجارة القروي و حميره و أراد أن يكون له نصيب منها فإعترضه على طريق زراعي ضيق كان لا بد أن يمر عليه وأوعز إلى خادمه أن يبسط على الطريق قماشا يغطيه بالعرض ولما تقدم القروي على الطريق نهاه نمتي نخت أن يمر على قماشه المبسوط فإعتذر القروي وإبتعد عن القماش وسار قرب الزراعة فنهره مرة أخرى وفجأة قضم أحد حمير القروي قضمة من سنابل الغلال فإعتبرها نمتي نخت فرصته وأصر على أن يستولي على الحمار جزاء جرمه فإحتج القروي وهدد بإبلاغ الأمر إلى ناظر الخاصة وصاحب الأرض فغضب نمتي نخت وأخذته العزة بالإثم وإستولى على بضاعة الرجل و حميره كلها فبكى القروي وإشتد عويله فنهره نمتي نخت في صفاقة غريبة قائلا له لا ترفع صوتك يافلاح أنت قريب من بلد السكون وكان رب السكون هذا هو المعبود أوزير ويبدو أنه كان له ضريح قريب من برفيفي يهابه الناس ويحترمونه ولكن القروي لم يهتم به وقال بلهجته الريفية اللطيفة تضربني وتنهب متاعي وتوقف الشكوى على لساني يارب السكون أعطني حاجتي حتى أبطل الصراخ الذي يغضبك وإستمر القروي في طيلة عشرة أيام يشكو حينا و يسترحم حينا ولكن بغير طائل فإتخذ سبيله إلى العاصمة اهناسيا ليشكو بلاه إلى ناظر الخاصة رنسي فقابل القروي ناظر الخاصة ووجه إليه إستعطافا رقيقا لينا حاول أن يستثير به نخوته وكان من قوله له اذا كنت حقا أبا لليتيم وزوجا للأرمل وأخا للمطلقة ورداءا لمن لا أم له وها أنذا أقول وأنت تسمع أقم العدل أمدحك و يمدحك المادحون أزل معاناتي فقد ثقلت وإحمني فقد ضعت وفعل إستعطاف ومديح القروي فعله لدى ناظر الخاصة فأعجب به وأسرع إلى فرعونه وهو يقول مولاي وجدت واحدا من أولئك القرويين جيد الكلم يتحدث الصواب نهب متاعه وأتاني يتظلم وقص القروي قصته على الفرعون فكفل الملك ناظر الخاصة بأن يتكفل برزق زوجة القروي وعياله طيلة المدة التي سوف يبقى فيها في إهناسيا وتصور القروي خون إنبو أن الحاكم يشبه دفة السفينة التي تحدد مسيرتها ويشبه السند الذي يعتمد الناس عليه وشبه خيط الميزان في دقة تعبيره عن وزن الأمور وقال لناظر الخاصة وهو يشكوه إلى نفسه أيها الدفة لاتنحرف ويا أيها السند لاتميل ويا أيها الخيط لاتتذبذب وأطال القروي في شكايته ولما فرغ منها إستدعاه ناظر الخاصة فتوقع الرجل أن تكون الدعوة لمقتله وأخذ يروض نفسه على ملاقاة الموت في شجاعة لكن ناظر الخاصة رنسي طمأنه وأراه شكواه منسوخة على برديات جديدة أعدها ليعرضها على الفرعون شخصيا فلما عرضها على مولاه أمره بأن يقضي في القضية بنفسه فقضى بعزل نمتي نخت الفاسد من وظيفته ……
محراب ومنبر مسجدالشيخ أبو الخير بمدينة إهناسيا
وتوجد في مدينة إهناسيا العديد من الآثار الفرعونية منها بقايا بعض المعابد التي عثر بها على مجموعة كبيرة من الآثار أهمها تمثالين من الكوارتز لرمسيس الثاني يرتفع أحدهما 4.4 متر والثاني 8.2 متر كما ترك تمثالا مصغرا وهو جالس علي عرشه في مدخل معبد الإله حري شف الموجود بالمنطقة كما عثر علي مجموعة من المقابر تسمي جبانة سدمنت الجبل وهي الجبانة الرئيسية لمنطقة آثار إهناسيا المدينة وبها العديد من المقابر التى ترجع بداية نشأتها لعصر الملك دن من الأسرة الأولى ومن هذه المقابر مقبرة من الحجر الجيري وجد بداخلها باب كبير هي مقبرة مرى – رع – حاتشف وتعود للأسرة الخامسة وبها أيضا مقبرة الأمير رع – حتب وزوجته حلى وهذه الجبانة تمتد لمسافة 3 كم تقريبا طولا و 500 متر عرضا كما تم العثور على مقبرة من الطوب اللبن ومجموعة من الأبواب الحجرية التي تعرف بإسم الأبواب الوهمية وتخص شخصا يدعى خيتي وزوجته ميريت ومقبرة أخرى تخص الكاهن والأب المقدس إيبي وتحتوي على مجموعة من التماثيل الصغيرة المعروفة بإسم أوشابتي وأوان تسمي الأواني الكانوبية وهي أواني حفظ الأحشاء عند تحنيط المتوفي ومجموعة من التمائم والأواني الفخارية والحلي المعروضة حاليا في متحف بني سويف ……
ومن المناطق الأثرية في مدينة إهناسيا ايضا توجد منطقة آثار المضل وهي تضم مجموعة من المقابر الأثرية التي ترجع إلي القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين وقد عثر بها علي مجموعة كبيرة من الحلي والأقمشة المحلاة بالنقوش القبطية ومن أهم ما تم العثور عليه هو مزامير النبي داود باللغة القبطية القديمة وقد تم نقلها إلي المتحف المصرى بميدان التحرير بالقاهرة وإلي الشرق من منطقة المضل وبالتحديد علي بعد 50 كيلو مترا تقع منطقة محاجر وادي سنور والتي يوجد بها أجود أنواع الخامات من الحجر الألبستر المعروف بلونه الأصفر وقد قام الفراعنة بإستخدامه في إقامة المعابد وصناعة الأواني والتماثيل الخاصة بهم ولا يزال الألبستر هو أحسن الخامات في العالم ……
مئذنة المسجد الكبير بدلاص
ومن المواقع الأثرية بمدينة إهناسيا أيضا جبانة دشاشة وتقع على بعد حوالى 12 كيلو متر الى الجنوب من مدينة إهناسيا على الشاطى الغربى لبحر يوسف وإلى الشمال الغربى من مدينة ببا التابعة لمحافظة بني سويف وتضم جبانة من الدولة القديمة نحتت مقابرها فى الصخر بالإضافة إلى بعض المقابر من الأسرة الثامنة عشر والتى أعيد إستخدامها فى العصر الرومانى ومن أهم مقابر جبانه الدولة القديمه مقبرة أنتى التى تؤرخ للأسرة الخامسة وهى مقبره منحوتة فى الصخر تقع فى جنوب الجبانة وتلك المقبرة تتكون من صالة عريضة وأخرى طولية متعامدة عليها بالإضافة إلى حجرة الدفن وحجرات جانبية تتضمن المناظر التى تمثل صاحب المقبرة وأسرته أمام مائدة القرابين بالإضافة إلى مناظر الحياة اليومية التقليدية كالصيد والزراعة والحصاد وصناعة القوارب غير أن أهم مناظر المقبرة تلك التى تمثل جنودا مصريين من حمله السهام وهم يقتحمون مدينة أجنبية ربما فى جنوب فلسطين ومعهم جنود المشاة بأسلحتهم بالإضافة إلى جنود آخرين يقومون بإحداث ثقوب فى أسوار هذه المدينة الأجنبية ويرى الجنود داخل أسوار تلك المدينة جالسين في حالة ذعر من شدة الهجوم الذى يتعرضون له ويشدون شعر رؤوسهم تعبيرا عن الوضع المأساوى الذى آلت إليه المدينة وهناك أيضا مقبره شدو وهى أصغر نسبيا قياسا بمقبرة أنتى وتتضمن جدرانها نفس المناظر التقليدية تقريبا …..
وقد تمت بعض الإكتشافات الآثرية بمنطقة إهناسيا حديثا فقد عثرت البعثة المصرية الأسبانية المشتركة على جبانة أثرية تعود الى عصر الإنتقال الأول مابين عام 2260 ق.م وعام 2050 ق.م وتحتوي على مجموعة من المقابر ف المدينة التي كانت تسمى قديما في العصر اليوناني هيراكليوبوليس كما تم الكشف عن مقبرة تقع على عمق ستة أمتار من سطح الأرض وهي مشيدة من الحجر الجيري وزينت جدرانها برسوم ذات طابع ديني باللون الأحمر وعلي الرغم من وجود تصوير لصاحب المقبرة في مناطق دينية على بوابة المقبرة فإنه لم يعثر على إسمه حتى الآن ……
ومن الاثار الإسلامية بمدينة إهناسية مئذنة الجامع الكبير بدلاص ويرجع تاريخ المئذنة إلي العصر الفاطمي وكانت ضمن مبني الجامع الكبير بدلاص والذي لم يبق له أي أثر عدا المئذنة ويصل إرتفاعها إلي 14 مترا وهي تتكون من مبني ثماني الشكل ويضم 4 طوابق تحليها زخارف من الجص تمثل مجموعة من محاريب تعلوها المقرنصات إلي جانب الزخارف الهندسية التي تشبه الشمس المشعة كما يوجد بالمدينة من المعالم الإسلامية مسجد الشيخ أبو الخير وهو أول مسجد بنى فى مدينة إهناسيا ببنى سويف فى عام 1335 هجرية الموافق عام 1915م في عهد السلطان حسين كامل وقام ببنائه الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الواحد الشهير بالشيخ أبو الخير الذى ولد عام 1885م وتخرج من الأزهر عام 1916م وتتلمذ على يد شيخه العارف بالله الشيخ محمد أمين الكردى شيخ الطريقة النقشبندية وكان من كبار مريديه ومسئولا عن الطريقة من بعده والشيخ أبو الخير عرف بزهده وورعه وتصديه لحل مشاكل البسطاء وحربه الدائمة ضد الوساطة والرشوة والإلحاد والأخلاق السيئة حتى لحق بالرفيق الأعلى فى يوم 27 محرم عام 1371هجرية الموافق يوم 21 أكتوبر عام 1951م ودفن بمقامه الملحق بالمسجد وعن قصة بناء المسجد فقد تم بناؤه عام 1915م كما أسلفنا القول وأعيد تجديده وتطويره على وضعه الحالى عام 1950م على أيدى مؤسسه الأول الشيخ أبو الخير والشيخ عطية سيد عمدة إهناسيا فى ذلك الوقت والشيخ محمد البراوى أحد أعيان مركز إهناسيا وتبرعات ومساهمات أهالى المدينة والمسجد مبنى على مساحة 600 متر مربع وألحق به مقام الشيخ أبو الخير الذى قام ببنائه قبل وفاته بأيام معدودة وذلك لأن الأرض التى بنى عليها الضريح كانت عبارة عن منزل تمتلكه سيدة رفضت في البداية بيعه للشيخ عند تجديد المسجد وعندما علمت بملازمة الشيخ أبو الخير فراش المرض وافقت على البيع تلبية لرغبته مؤكدة أنه جاء إليها فى المنام وحرر عقد المنزل ودفع قيمته ولكن الشيخ أصر على دفع قيمة المنزل كاملة وتحرر عقد البيع وتم بناء ضريح الشيخ أبوالخير مكان المنزل ومنذ ذلك التاريخ يتردد مريديه من جميع الدول العربية والأفريقية ومشايخ الطرق الصوفيه إلى مولد الشيخ أبو الخير المسجل رسميا بمديرية الأوقاف والجهات الأمنية ويتسع المسجد لعدد حوالي 800 مصل تقريبا ويتبعه دورة مياه كبيرة وله واجهة كبيرة بطول 30 متر تقريبا مصممة على الطراز الإسلامى وله مدخلان على الناحية الغربية أحدهما المدخل الرئيسى للمسجد والثانى مخصص للدخول لدورة المياه وساحة الصلاة بالمسجد تتعدى ال400 متر تقريبا ومسقفة بالخشب والسقف مرتكز على عدد 12 عمود كل منها له قاعدة ويتوسط السقف منور مصنع من الخشب والزجاج وطرز برسوم عربية بديعة وحوائط المسجد مزخرفة بالنقوش الأندلسية ويتوسط الحوائط رسم إسلامى لأسماء الله الحسنى تم زخرفتها بمحيط جدران المسجد كاملة ويتوسط الجدار الشرقى للمسجد محراب الصلاة ذو الزخارف والرسومات الإسلامية البديعة وبجانبه منبر خشبى دقيق الصنع طعمت حشواته بالسن والأبنوس ونقشت مقرنصات بابه وخوذته بالنقوش المذهبة ويعلو المسجد مئذنة بإرتفاع 40 متر صممت على طراز المآذن المملوكية يتوسطها سلم حلزونى كان يستخدمه المؤذن للنداء على الصلاة فى فيما مضي ……
دير الحمام
وتوجد أيضا في مدينة إهناسيا بعض الأديرة القبطية المشهورة منها دير الحمام ويرجع هذا الدير إلي القرن الرابع الميلادي وينسب إلي القديس الأنبا أبو إسحق تلميذ الأب أنطونيوس ويقع الدير شمال غرب بني سويف في منطقة إهناسيا بالقرب من مدينة اللاهون التابعة لمحافظة الفيوم ويمكن الوصول إليه عن طريق هرم اللاهون الذي يبعد عنه بمسافة 8 كيلو مترات ويمكن للزائر رؤية القباب الثلاث البيضاء للدير بعد إجتياز هرم اللاهون والدير عبارة عن حوض واسع به هيكل رئيسي للسيدة العذراء وآخر لمار جرجس وبالكنيسة بعض الأيقونات والعديد من الشقف وعلي جدار الدير الشرقي توجد أعشاش الدبابير الخاصة بدبور الطين الباني وقد تم تجديد الدير مؤخرا وأصبح مزارا لأهالي بني سويف والفيوم والسائحين من مختلف دول العالم كما يوجد دير آخر يسمي دير سدمنت الجبل ويقع غرب قرية سدمنت الجبل بمركز إهناسيا ويعرف الدير بدير مار جرجس أو أبوجرج ولا يعرف تاريخ نشأته بالتحديد وكان الدير عامرا بالرهبان وترجح الدراسات أنه يعود إلي الفترة بين النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي وإلي نحو منتصف القرن الخامس عشر الميلادي وهناك مواسم معينة هي التي يمكن فيها زيارته ……